إذا كنتم ترغبون في تحقيق المزيد من أهدافكم وأحلامكم الشخصية سواء أثناء رحلة تطوركم الذاتي أو طوال حياتكم، عليكم تحديد وإزالة أكبر عقبة تقف في طريقكم: معتقداتكم المقيدة للذات.
الإعتقاد هو ما يؤمن الفرد بصحته، ولا سيما من دون وجود دليل، وهو الشعور بالاقتناع حيال مختلف جوانب الحياة. تبنى معظم اعتقاداتنا عن طريق أفكار متكررة وأحداث ماضية أو عبر أشخاص يحيطون بنا مثل العائلة والأهل والمعلمين وغيرهم. إضافةً إلى ذلك، يشرح قانون الجذب الذي يقول "الطيور على أشكالها تقع" كيف نجذب الأمثلة التي تؤيد أفكارنا ومعتقداتنا.
أما السبب وراء سيطرة المعتقدات علينا هو تفكيرنا في الفكرة نفسها بشكل متكرر، فتتجذر في أعماقنا وفي عقلنا الباطن.
تمنعنا المعتقدات المقيدة للذات من التفكير في الأفكار التي ستجذب الحياة التي نريدها ومن اتخاذ إجراءات ندفعنا للمضي قدما في الحياة نحو أحلامهم، وبالتالي تعيق هذه المعتقدات المقيدة للذات تقدمنا. وعلى الرغم من هذه المعوقات، تُظهر الدراسات أنه يمكن تغيير المعتقدات بمجرد إدراكها ومعرفة أنها لم تعد تفيدنا.
هل بإمكانكم التفكير بفكرة صدقتموها سابقاً ولم تعد الآن ضمن معتقداتكم؟ ربما اعتقدتم أنه لا يمكن للإناث الانضمام إلى الجيش، ثم اكتشفتم أنه بسبب المساواة بين الجنسين، يمكن للمرأة القيام بأي عمل تختاره.
وتشمل أمثلة المعتقدات المقيدة للذات ما يلي:
1. يجب أن أعمل بجد لأنجح وأكسب المال
2. لا يمكنني العثور على شريك جيد لأنهم جميعًا مرتبطون
3. أنا لست جيدًا بما يكفي لطلب ترقية
4. أنا لا أستحق محبة شريكي
ومن أجل تغيير المعتقدات المقيدة للذات، يجب أن نبدأ بتحديدها والاعتراف بوجودها. إليكم بعض الخطوات التي ستساعدكم على استهداف هذه العقبات الخفية.
خذوا وقتكم لتحديد وتدوين ثلاثة من معتقداتكم التي تتشابه مع الأمثلة السابقة، ثم اطرحوا أسئلة في محاولة للطعن فيها.
كيف أعرف ما إذا كان هذا اعتقادًا مُقيداً ؟
الطريقة الأسهل لمعرفة ما إذا كان هذا اعتقادًا مُقيداً هي انعدام الشعور في الرضا عند طرحه. لذلك، إسألوا أنفسكم: "هل يضع هذا الاعتقاد حاجزًا بيننا وبين الحياة التي نريدها؟"
خذوا وقتكم مرة أخرى لكاتبة كيف تمنعكم المعتقدات المقيدة للذات من الحياة التي تودون عيشها. ما هي الخسائر الناجمة عن الإستمرار في تصديقها؟
كيف تتخلصون من معتقداتكم المقيدة للذات؟
عند إلقاء نظرة عن كثب على هذه المعتقدات، ستجدون أنها غير متماسكة.
أي من المعتقدات المُقيّدة التي ذكرت سابقاً، تودون التخلص منها؟ أيها الأكثر ثقلاً على كاهلكم؟ انطلقوا منها.
الخطوة الأولى للتخلص من هذا المعتقد المقيِد هي ببساطة أن تسألوا أنفسكم «هل هذا صحيح؟» هل نحن متيقنون من أن هذا المعتقد صحيح في كافّة الظروف؟
وفي الخطوة الثانية، اذكروا ثلاثة أمثلة تذكرون فيها أين ومتى لا يكون هذا المعتقد صحيحاً. تعتبر هذه الخطوة ذات أهمية كبرى، إذ إنكم ستشككون بهذا المعتقد في كل مرة تتطرقون إليه.
وفي الخطوة الثالثة، اسألوا أنفسكم إذا وصلتم للحياة التي تريدونها حقاً، كيف ستكون طريقة تفكيركم؟ ما هي نظرة معتقدكم اتجاهكم؟
اكتبوا معتقدكم الجديد. ثم ابدأوا بتكرار جميع المعتقدات التي سبق واستُبدلت بعباراتٍ إيجابيّةٍ (توكيدات)، كلّما استطعتم، ومن المهم أن يرافق هذه التوكيدات شعور من الرضا والحماس. بمجرد تقاطع أفكاركم مع طاقتكم سيتقبل عقلكم الباطني هذا المعتقد الجديد بسهولة.
كيف نستمر في المضي قدماً؟
ستتقدمون بخطوات صغيرة نحو معتقدكم الجديد وستسعون لتصويب تركيزكم نحو ما تريدونه فقط.
حددو النتيجة التي تودون الحصول عليها، ثم اكتبوا هدفكم الحالي في أعلى الصفحة.
مثلاً: أملكُ وظيفةً مرضية حيث أستخدم مواهبي لمساعدة الناس وأحصل على أجر جيد مقابل ذلك.
واكتبوا الأرقام من 1 إلى 12 بدءاً من أسفل الصفحة وصولاً إلى الأعلى، بحيث يكون رقم 12 في القمة بالقرب من هدفكم.
عند كل رقم اكتبوا فكرة تؤمنون بها حالياً وتتعلق بهدفكم، بدءاً من الرقم 1.
1. لقد جذبت الأشياء التي أريدها في حياتي في الماضي.
2. أستمتع بالعمل كـ.............. وهذا يعطيني شعوراً جيداً.
3 . يتقاضى الأشخاص الآخرون في هذا المجال رواتب جيدة.
استمروا في صعود السلم، وسيصبح الأمر أسهل عندما تدركون أنكم اكتسبتم فعلاً الكثير من الأفكار الداعمة.
أما الآن وقد تعرفتم إلى مدى سهولة ومتعة تجاوز المعتقدات المقيدة للذات، أدعوكم لاستخدام هذه التقنيات لمساعدتكم على تجاوز هذه المعتقدات التي تقف كعقبة في طريقكم.