غالباً، عندما تقوم بمقابلة عمل، يوجّه إليك مسؤول الموارد البشرية سؤالاً يُعتبر سخيفاً يكرهه كثيرون، وهو “ما هي نقاط ضعفك؟”.
بالتأكيد، لا أحد يريد أن يظهر أو يسلّط الضوء على نقاط الضعف لديه. يريد الجميع أن يظهر الأفضل عنده، وأن يتمّ قبوله في الوظيفة التي يتقدّم إليها، لكن في بعض الأحيان، لا يمكن تفادي هذا السؤال، ويجب الإجابة عليه. في الحقيقة، يجب أن تركّز على كيفية الإجابة على السؤال، وليس على الإجابة بحدّ ذاتها. فمسؤول التوظيف يبحث عن ثلاث صفات عند طرحه هذا السؤال: مدى وعيك لذاتك، صراحتك، ومدى استعدادك لتطوير نفسك.
هناك أمثلة عديدة على نقاط الضعف التي قد تعاني منها، أبرزها: المماطلة، الضعف في التواصل مع الآخرين، العمل بشكل بطيء، قلة الصبر، ضعف اللغة، الخجل، عدم القدرة على العمل ضمن فريق، ضعف مهارات الكتابة، أو أي أمر آخر.
لذلك، قبل القيام بأي مقابلة عمل، اطرح على نفسك الأسئلة التالية:
- هل هناك مهمة ما، أو مهارة ما مرتبطة بالعمل لا أحب القيام بها، أو لا أتقنها؟
- هل فشلت سابقاً في العمل؟
- هل فشلت سابقاً في العمل وقمت بتصحيح الأمر؟
- هل قال لي يوماً المسؤول عنّي إنّه علي تحسين أمر ما، ثم قام بتهنئتي عندما قمت بتصحيحه؟
- هل وجّه إلي أحد انتقادات على عملي بطريقة معينة؟
وتذكّر دائماً أنّ الإجابة على سؤال “ما هي نقطة ضعفك” يجب أن تكون مقسّمة إلى جزءين:
- أذكر نقطة الضعف
- اشرح كيف تريد أن تحسّنها
لذلك، إليك أهمّ ما يجب أن تعرفه للإجابة على هذا السؤال الصعب إذا طُرح عليك:
- كن واقعياً: لا تجب بـ”لا شيء”، فلا أحد لا يملك نقطة ضعف. نحن في النهاية بشر، ونرتكب جميعاً أخطاءً، ولدينا نقاط ضعف، كما لدينا نقاط قوة.
- كن صريحاً: اذكر أي نقطة ضعف تشعر أنّك تعاني منها أو أنت معروف بها بين عائلتك، أصدقائك، أساتذتك…
- أظهر استعدادك لتحسين نفسك: عليك أن تظهر أنّك مستعدّ لأن تتطوّر وتعمل على نقطة الضعف التي تعاني منها، خصوصاً إذا كانت حاجة أساسية من متطلبات العمل الذي تتقدّم إليه. في الحقيقة، هذا الأمر سيجعلك تتميّز بين المرشحين الآخرين لنيل الوظيفة.
إليك بعض الإجابات التي تُعتبر خاطئة على هذا السؤال:
- نقطة ضعف؟ ليس لدي أي نقطة ضعف ويمكنني أن أقول بثقة إنني أجيد كلّ الأمور المطلوبة لإتمام العمل.
- ضعفي الكبير هو أنني متحكم جداً، وأفضّل دائماً أن تجري الأمور في العمل على طريقتي. إذا لم يجرِ شيء ما بالطريقة التي أريدها، عندها سأغضب بشدة.
أمّا الإجابات الصحيحة فيمكن أن تكون على الشكل التالي:
- يمكنني القول إن إحدى نقاط ضعفي هي أنّني أجد صعوبة في أن أكون جزءاً من فريق، لأنني أميل بالعادة للعمل وحدي، لكنني أحاول تحسين هذه المهارة، خصوصاً بعد أن بدأت اللعب في صفوف فريق كرة سلة في نهاية الأسبوع.
- من نقاط ضعفي أنني أميل إلى المبالغة في التحليل والتفكير في بعض المواقف في العمل، ما يهدر الكثير من الوقت والطاقة مني. أسعى جاهداً للتحسين في هذا المجال، عبر تسهيل الأمور، والنظر إلى الصورة الكبرى في مواقف معينة.
تذكّر دائماً أنّه لا يمكنك أن تكون ناجحاً في كلّ شيء، وبالتالي، اعتبر الضعف فرصة للتعلّم والتطوّر، فكلّما كنت مدركاً لنقاط ضعفك، كلّما كان أسهل عليك العمل على تحويلها إلى نقاط قوة.