غالباً ما يضع الأشخاص أهدافاً لتحقيق بعض جوانب رغباتهم في الحياة، فهم بحاجة إلى أهداف لتلبية حاجتهم إلى اليقين والسيطرة. بالنسبة للجزء الأكبر من الأشخاص، فإنّ وضع الأهداف أساسي لنجاحهم في أي أمر أو مشروع يريدون تحقيقه. لذلك، هم عموماً أشخاص طموحون بطبيعتهم.
لكن في الوقت نفسه، هناك سؤال مهمّ يجب أخذه في عين الاعتبار: لماذا قد يصبح الهدف مشكلة تضطهد الأشخاص و تفقد ثقتهم بأنفسهم، ولماذا قد يقع العديد منهم ضحايا أهدافهم؟
قد يشعر العديد منهم بالقلق، الإحباط، التشتت، عدم الإبداع، فقدان التحفيز، ويطوّرون إحساساً بالفشل، أشكالاً من المماطلة، يخلقون توتراً وضغطاً غير ضروريَّين، والأسواء أنهم قد يعتقدون أنه "عندما أصل إلى هدفي، سأكون سعيداً"، فيخلقون فكرة أن السعادة موجودة في مكانٍ ما في المستقبل، خارج ظروفهم الحالية، وغير متاحة لهم الآن، ومرتبطة فقط بتحقيق الهدف أو عدم تحقيقه. وبنتيجة ذلك، يصبحون ضحايا لأهدافهم.
فإليك الأمور الأساسية لتجنّب أن تقع ضحية أهدافك:
1. تأكد من أنّ أهدافك هي حقاً أهدافك أنت. غالباً ما لا تكون الأهداف خاصّة بك. فإذا كانت مليئة بعبارات "يجب، وينبغي ويفترض"، فهذا دليل على أنّها أهداف شخص آخر. تأكد من أن أهدافك تتماشى مع قيم حياتك وغايتها.
2. اكتشف شغفك. في وقت قد تعتقد أنّك تعرف ما تريده في الحياة، من المهمّ أن تركّز على شغفك في كلّ جوانب حياتك، وتقييم مهاراتك بانتظام. ففهمك للأمور التي تجيد القيام بها والتي تهمّك، يجعل اكتشافك لأهدافك أسهل بكثير. فعندما تكتشف لماذا أهدافك هي ما هي عليه، يمكنك الالتفات إلى داخلك وملاحقة شغفك، بما أنّ الغرض من الهدف هو محاولة دفعك للقيام بأمر لا تفعله في العادة.
3. كن دقيقاً مع نفسك. هل ما تريده هو الهدف بحدّ ذاته أو الشعور الذي يمنحك إيّاه وجود هدف في الحياة؟ أنت تتخيّل سيارة أحلامك وتريد الشعور بالاستقلالية والحرية. تريد الترقية في العمل لتشعر بالسلطة وبالمكانة. تريد دخلاً إضافياً لتشعر بالمزيد من الأمان. تريد أن تشعر بالقوة وبأنّك قادر على التحكم بالأمور... مهما كان هدفك، تأكد من أنه مرتبط بتغيير في الحالة العاطفية التي تريدها.
4. تحكم بحياتك ومسارها. تساعدك الأهداف على جعل ما هو غير مؤكد، أكثر ثباتاً. وإذا كنت مثل معظم الناس، فقد تمّ تعليمك في صغرك أنه إذا أردت أن تكون ناجحاً، يجب أن تكون لديك أهداف، وبالتالي لا تكون هذه الأمور أهدافاً، بل نتيجةً لتوقعات الآخرين.
5. فرّق بين الهدف والخطة. لا تخلط بين الأهداف وقائمة المهام أو الخطط، فوضع الأهداف ليس مشابهاً لوضع قائمة بالأشياء التي عليك القيام بها، مثل الذهاب إلى السوبرماركت مثلاً، أو تحقيق نتيجة معيّنة، أو تحديد أولويات بعض المهام اليومية. فإدراك أنّ عليك القيام بأمر ما ليس مثل النجاح في تحقيق هدف ما.
6. لا تجعل هدفك يمنعك عن فرص أخرى. غالباً، عندما يكون لديك هدف، تضع كلّ طاقتك وتركيزك عليه، فتصبح أقلّ انفتاحاً على أهداف واحتمالات أخرى. هناك ألف طريقة لتصل إلى وجهتك، لكن عندما تضع هدفاً، تقيّد نفسك ببعض الطرق للوصول إلى وجهتك. لذلك، تذكّر دائماً، الأمر لا يتعلّق فقط بالوجهة، بل بالرحلة أيضاً.
7. اسأل نفسك "هل هدفي واضح"؟ ماذا لو كان الهدف غير واضح؟ أو ماذا لو كان واضحاً لكنّك غير متأكد إذا كان مناسباً لك أم لا؟ حدّد أكثر ما تريده، ولماذا تريده، وتأكد من أنّ أهدافك ذكية، وتعتمد هذه المعايير: محدّدة، يمكن قياسها، يمكن تحقيقها، واقعية، ومحدّدة بوقت معيّن.
8. أطلب المساعدة. سؤال الآخرين عن الأمور التي تجيد فعلها، مهمّ للمساعدة في تسهيل عملية تحديد الأهداف. وعلى الرغم من أنّه يجب تجاهل آراء العديد من الأشخاص، إلا أنّ كثيرين سيقدّمون معلومات قيّمة حول العناصر التي يجب أن تركّز عليها في الحياة.
9. كن مسؤولاً عن الفشل أو النجاح في تحقيق هدفك. الفشل في بعض الأحيان هو مسيرة للتعلّم، فعندما تفشل ستتعلّم، وتستمرّ بالمحاولة. في المقابل، عندما تنجح، كن فخوراً بنفسك وبكلّ خطوة قمت بها في اتجاه تحقيق هدفك. ويقول الكاتب الأميركي زيغ زيغلر: "ما تحصل عليه من خلال تحقيق أهدافك، ليس بنفس أهمية ما تصبح عليه من خلال تحقيق أهدافك".
10. كافئ نفسك. يجب أن يكون تحقيقك لهدفك ممتعاً. عندما تصل إلى هدف ما، سواء كان صغيراً أو كبيراً، لماذا لا تمنح نفسك مكافأة؟
الأهداف تتطلّب قوة الإرادة. فمهما كانت الأهداف التي تملكها، يتطلّب تحقيقها قوة إرادة قد تكون محدودة الموارد أحياناً. من المؤكد أنّك تشعر بالإرهاق عندما تستهلك إرادتك كثيراً. لا بأس! توقف، تحقق من الواقع ومسارك، تأمّل في الاتجاه الذي تسير به حياتك، قم بتحويل تركيزك وطاقتك على من أنت فعلاً، على قدراتك الحقيقية، وانظر إلى الأمور التي تثير فضولك لتغذّي شغفك مرّة أخرى. ربّما تحتاج لتغيير هدفك. فكّر بالأمر! يمكن تغيير الهدف والشغف مع الوقت، وهذا أمر طبيعي إذا كان يخدم غايتك.