بناء الثقة

تعتبر الثقة حالة ذهنية وليست مجرد قواعد يمكن تعلمها. فالثقة تبنى عن طريق الشعور بالراحة وقبول جسدنا وتفكيرنا والشعور بالتقدير والاحترام العالي للذات والإيمان بقدراتنا ومهاراتنا وخبراتنا. لذلك، يسعى معظم الناس لاكتساب سمة الثقة.

 

ما هي الثقة بالنفس؟

ببساطة، الثقة بالنفس، هي الإيمان بالنفس وبالقدرة على تحقيق كل ما نسعى إليه، وهي نتيجة التربية والتعليم التي تلقيناها، والتي نصبح من خلالها مدركين لأنفسنا وللآخرين. كذلك، يساهم الآباء والمعلمون والأشقاء ومجموعات اجتماعية في تعلمنا وفي المعتقدات التي تشكل أفكارنا وسلوكنا، وتساهم التجارب السابقة وردود أفعالنا على المواقف المختلفة أيضًا في زيادة أو تقليل ثقتنا بأنفسنا.

 

 

 

 

 

ولتحسين ثقتنا بأنفسنا، علينا أن نبدو أكثر ثقة أمام الآخرين، ويجب أن نؤمن بأنفسنا وبقدراتنا.

إليكم بعض النصائح لتعزيز هذه الثقة:

 

التخطيط والتحضير

يصاب الأشخاص بضعف الثقة عند مواجهة مواقف جديدة وصعبة، لهذا فإن التخطيط والتحضير للمجهول يُعد خطوة أساسية في بناء الثقة.

التعلم والتدرب

 يساعد التعلم والبحث في اكتساب الثقة اللازمة للتعامل مع المواقف والأدوار والمهمات الجديدة، و تساهم التدريبات المناسبة لتحسين مهارات القيادة أيضاً في رفع الثقة بالنفس.

التفكير الإيجابي

لا بد من التفكير بإيجابية للوصول إلى حالة ذهنية إيجابية. إذا آمنتم بقدركم على الوصول إلى هدف معين، على الأغلب سوف تبذلون جهداً أكبر لتحقيقه.

"التفاؤل هو الإيمان الذي تحتاجه لتصل إلى إنجاز عظيم، لا تستطيع إنجاز أي شيء من دون الأمل والثقة."  __ هيلن كيلر

تتجلى القواعد الأساسية للتفكير الإيجابي بالإضاءة على نقاط قوتكم ونجاحاتكم، إضافةً إلى التعلم من نقاط ضعفكم وأخطائكم. تقبلوا الثناء من الآخرين وقدموه لأنفسكم بشكل مستمر، واستخدموا النقد البنّاء لتحسين أنفسكم. أما النقطة الأهم فهي كونوا لطفاء تجاه أنفسكم خلال رحلتكم في تطوير الذات، حيث بإمكانكم الوصول إلى أهدافكم وتجاوز جميع الصعوبات من خلال التوكيدات الإيجابية والدعم المناسب والمعرفة والتحضير.

التحدث إلى الآخرين والسير على خطاهم

ابحثوا عن نموذج يحتذى به للتعلم وكسب الخبرة منه. راقبوه/ها جيّداً لمعرفة كيف يواجه/تواجه المشاكل والمعيقات، وكيف يتصرف/تتصرف مع الآخرين وكيف يتصرفون معه/معها.

الخبرة

عند وصولنا لأهدافنا تزداد ثقتنا بأنفسنا وبقدرتنا على القيام بنفس المهام مرة أخرى، حيث تزيد الممارسة من خبرتنا، وكلما كان التطبيق أفضل كلما ازددنا ثقة. عادةً ما يكون اتخاذ الخطوة الأولى صعباً، لكن بمجرد الإقدام على أي أمر علينا أن نسعى جاهدين للقيام به على أكمل وجه، فالنتائج الجيدة ترفع ثقتنا بأنفسنا.

إثبات الذات

يتمثل إثبات الذات بالدفاع عما تؤمن به والتعبير عنه بكل راحة، سيساعدكم التحدث والتشبث بقيمكم وبمبادئكم على بناء ثقتكم بأنفسكم. فإثبات الذات مهارة قيادية تعزز الثقة بالنفس.

 

 

 

       

 

 

الحفاظ على الهدوء

هناك علاقة قوية بين الثقة والهدوء، فنجد أن الأشخاص ذوو الثقة المنخفضة يميلون إلى العصبية والتوتر. وللحفاظ على هدوء الأعصاب تحت الضغط، عليكم أن تتعلموا طرق الاسترخاء من خلال تقنيات معينة مثل التنفس العميق واليقظة والتأمل.

تجنُب الغرور

مع نمو ثقتكم بأنفسكم واستمرار نجاحكم، تجنبوا التصرف بفوقية مع الآخرين. تذكروا دائماً، لا يوجد أحد مثالي، وفرص التحسين دائماً موجودة. تعلموا احترام الآخرين، وتحلّوا باللباقة والتهذيب. لا تنسوا إعطاء الفضل لمن يستحقونه واضحكوا على أخطائكم.

 

تطوير مهارات الثقة بالنفس

لتطوير وتحسين ثقتكم عليكم ممارسة مهاراتكم بشكل مستمر. حددوا أهدافًا خارج نطاق راحتكم وتحدوا أنفسكم بمواجهة الأشياء التي تشعركم بالتوتر والقلق في بعض الأحيان.

فيما يلي قائمة ببعض الأهداف التي يمكنكم القيام بها لبناء المزيد من الثقة بالنفس.

  • ابدأوا بمهمة أو مشروع كنتم قد أجلتموه لفترة طويلة.
  • لا تخجلوا من طرح سؤال في لقاء عام أو ضمن مجموعة.
  • تطوعوا لتقديم عرض أو إلقاء خطاب.
  • انضموا إلى مجموعة أو صف في محيطكم.
  • لا تترددوا في تقديم شكوى في مطعم في حال وجود مشكلة في طلبكم.

 

ما هي مشاعركم تجاه كل من الأفكار الواردة أعلاه؟

قد يشعركم بعضها بالتوتر البسيط، وقد تقفون برهبة أمام البعض الآخر. ابدأوا بالمهام الأبسط التي يمكنكم القيام بها ثم تقدموا نحو الأصعب. إذا لم تترك أي من الأفكار صدى في أنفسكم، عليكم وضع قائمة بالأهداف الخاصة بكم وحاولوا البدء فيها بأسرع ما يمكن. كما ذكرتُ سابقًا، تنمو الثقة بالنفس مع مرور الوقت وتتحسن مع الممارسة والخبرة.